هل يُمكن رؤية النبي في اليقظة ؟
ابن الشريف
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأمَّا بعد:
حب النبي صلى الله عليه وسلم واجبٌ على كل مسلم, والحب يكون بالإتباع لا بالإبتداع, ولقد قال بعض المبتدعة من غلاة الصوفية في زمننا هذا وأزمنة خلت أنهم يتصلون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظةً في موالدهم وفي أماكن أخرى ! ومما وقع في يدي بهذا الشأن تسجيل صوتي لمفتي جمهورية مصر العربية فضيلة الشيخ عليّ جمعة غفر الله له ولنا وسامحه الله على ما قال, يقول فيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة !!! ويُشنِّع على من لم يقتنع برأيه! وأخذ يغمز ويهمز بنبرة استهزاء بالذين قالوا بالدليل باستحالة وقوع هذا, غفر الله له, وأحببت تبيان الحق في المسألة لإن الشيخ لم يعرض وجهة النظر المخالفة.
يقول الشيخ عليّ جمعة سامحه الله: (كنت منهمكاً في قراءة كتب السيرة .. قرأت قرابة الأربعين كتاب .. ثم تجلى لي النبي فرأيته يقظة ) واستدل بهذا الحديث ( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ) وللأسف الشديد فقد قام المفتي عفا الله عنه ببتر شهادة الراوي في هذا الحديث, ولكن قبل أن أعلِّق على هذا الحديث أريد أن أسأل المفتي وكل من يؤمن بما قاله المفتي من إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعض الأسئلة المشروعة:
لماذا لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم يقظة في مواقف كانت محددة لمصير الأمة ؟
لماذا لم يظهر يقظة للمهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة وقت الاختلاف على الخلافة ؟
لماذا لم يظهر لأبي بكر رضي الله عنه في شأن نزاعه مع الزهراء رضي الله عنها في قضية فَدَك؟
لماذا لم يظهر في صفين وفي حروراء ليفضَّ جمهور الخوارج عن عليٍّ رضي الله عنه ؟
لماذا لم يظهر يقظة لمعاوية فينهاه عن قتال عليّ وأهل العراق ؟
أعتقد أن هذه الأسئلة "منطقية" جداً ونريد إجابات مقنعة من المفتي وأنصار هذا الرأي, فهذه المواقف أحرى وأوجب لظهور الرسول صلى الله عليه وسلم يقظةً, وهي أعظم من الموالد والمناسبات العامة وحالات الاختلاء بالنفس
.منقول